الكاتب الموسوعي محمد أديب السلاوي
يواجه الوحش الذي يلتهم التنمية.
د. محمد عياد
أعلنت دار"ومضة" للنشر بمدينة طنجة عن إصدارها الكتاب الخمسون للكاتب الموسوعي ذ. محمد أديب السلاوي، وعنوانه "الفساد والمفسدون".
ويعلم متتبعي سيرة هذا الكاتب، انه ضليع، متميز في قضايا الفساد والمفسدين بالمغرب الراهن ، إذ جعل منها قضايا أساسية للبحث والتحليل والنقد السياسي خلال العقود الأربعة الماضية.
خلال هذه الفترة اصدر الكاتب ذ. م. ا. السلاوي أكثر من عشرة كتب عن الفساد وقضاياه بالمغرب تناول بها قضايا الرشوة والريع وسرقة المال العام والفساد الإداري والفساد الانتخابي والحزبي والفساد الأخلاقي والاجتماعي، ،وهي القضايا التي احتلت مكانة فريدة ومؤثرة في المكتبة المغربية، إذ ناقشت بوضوح وحدة وحيادية هذه القضايا التي وقفت/تقف ضد التنمية، ليبقى المغرب خارج كل التوازنات.
وليس بعيدا عن كتابه الجديد" الفساد والمفسدون" طرح ذ. السلاوي في كتبه السابقة عن الفساد أطروحات حكيمة أكد من خلالها "ان الفساد وباء قديم جديد بالمغرب، وآثاره تطغى على اقتصادياته من خلال إعاقته المستمرة لخطط التنمية وزيادة حدة الفقر والأمية وتهديد امن المجتمع.
وتاريخيا يقول ذ. السلاوي في كتابه"الحكومة والفساد من ينتصر على من"من اجل محاربة الفساد في المغرب، أصدرت بعض الحكومات قوانين تجرم الفساد وتعاقب المفسدين ،واحتدت أجهزة رقابية كما شكل البرلمان لجان للتحقيق في قضايا الفساد، ولكن الفساد ظل/يظل مستمرا، يلتهم الأخضر واليابس بعدما حولت سلطاته قوانين الحكومة والبرلمان إلى مجرد أحلام بعيدة عن التحقيق، وهو ما يعني في نظر كاتبنا "أن الفساد في بلادنا لم يعد مجرد أرقام وإحصائيات، أو قضايا نقرأ عنها في الصحف باسى والم، انه تحول إلى سلطة / إلى ظاهرة /إلى وحش يلتهم التنمية من كل جوانبها.
في كتابه" الرشوة، الأسئلة المعلقة "يقول ذ. م. أ. السلاوي أن الأموال التي يلتهمها الفساد في المغرب، لو استخدمت للتغلب على مشاكل الفقر وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الماء والغداء، والى محو الأمية ورفع دخل المواطنين، لكنا خير امة أخرجت للناس.
نعم. إن الفساد الذي اتخذ منه الأستاذ السلاوي قضيته الأساسية،فساد قديم في المجتمعات البشرية، تحدت عنه وحاربه في عصرنا الحالى وفي العصور الخوالي كبار الكتاب والأدباء والمفكرين والفلاسفة والمصلحين أمثال حمو رابي وأرسطو طالس وغونار ميردال وفرعون مصر و جميعهم وقفوا ضد الفساد وحاكموا بقوة فاعليه.
فهنيئا لصديقنا العزيز ،الكاتب الموسوعي ذ. محمد أديب السلاوي الذي وقف في صف هؤلاء الكبار ليقول كلمته الصريحة والواضحة ضد الفساد والمفسدين. .في زمن أصبح من العسير أن يحول الكاتب قلمه إلى سيف لا يخشى القتال.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire