دور الجهات في تعزيز المشاريع التربوية و التقافية بالمغرب

دور الجهات في تعزيز المشاريع التربوية والثقافية بالمغرب يُعد محوراً بالغ الأهمية في سياق الجهوية المتقدمة التي اختارها المغرب كخيار استراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة وفيما يلي رأي مفصل يمكن تضمينه في كتاب يعالج هذا الموضوع 

لقد أصبحت الجهات، في ظل ورش الجهوية المتقدمة، فاعلاً أساسياً في بلورة وتنفيذ السياسات العمومية، خاصة في ميادين التربية والثقافة التي تُعد ركيزتين أساسيتين لبناء مجتمع المعرفة والحفاظ على الهوية الوطنية

أولاً، على المستوى التربوي، تلعب الجهات دوراً متنامياً في دعم البنيات التحتية التعليمية، من خلال تمويل بناء وتجهيز المؤسسات التعليمية، والمساهمة في برامج النقل المدرسي، ودعم التمدرس بالعالم القروي، إلى جانب شراكات مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وهذا الانخراط يساهم في تقليص الفوارق المجالية وتعزيز العدالة التربوية.

ثانياً، في المجال الثقافي، تضطلع الجهات بدور مهم في حماية وتثمين التراث الثقافي المادي واللامادي، سواء من خلال دعم المهرجانات المحلية والدولية، أو تمويل المشاريع الثقافية والفنية، أو العناية بالمواقع الأثرية والمتاحف كما تعمل على خلق فضاءات ثقافية جديدة (دور الثقافة، مراكز الفنون، مكتبات الوسائط)، ما يتيح إشعاعاً ثقافياً أوسع ويعزز مشاركة المواطنين في الحياة الثقافية

ثالثاً، في مستوى الحكامة، تمثل الجهة الإطار الأنسب لملاءمة المشاريع التربوية والثقافية مع الخصوصيات المحلية، بفضل قربها من المواطنين ووعيها باحتياجاتهم وتتيح هذه الدينامية تعزيز الديمقراطية التشاركية من خلال إشراك الفاعلين المحليين (جمعيات، فنانين، أساتذة، باحثين...) في تخطيط وتقييم هذه المشاريع ومع ذلك، يظل نجاح هذا الدور رهيناً بتوفير الإمكانيات المالية والبشرية اللازمة، وتعزيز التنسيق بين الجهات والقطاعات الوزارية المعنية، إلى جانب تفعيل آليات الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة