محمد أديب السلاوي : قناة للنبش في المشاهد الفاسدة.
محمد أديب السلاوي
عندما ظهرت القناة التلفزية "ام بي سي 5"على الفضاء المغربي، وهي قناة موجهة لدول المغرب العربي، تابعة لمركز تلفزيون الشرق الأوسط، تنفس المشاهدين المغاربة الصعداء، واعتبروها بديلا للقنوات المغربية التي اختارت تشديد القبطة على موادها الإعلامية والثقافية في زمن العولمة /الزمن الذي حول العالم إلى قرية صغيرة بفضل فاعلية القنوات التلفزية الحرة المتعددة اللغات والأهداف والإبداعات التي أصبحت تشرق صباح مساء أمام المشاهدين المغاربة..
المؤسف، إن المشاهد المغربي، سريعا ما أصيب بخيبة، بل بصدمة، بعد متابعته لبرامج هذه القناة، إذ اكتشف أنها في شكلها وموضوعها، عبارة عن فوضى مدمرة، تسيطر عليها فرق الغناء الهابط، فرق التمثيل الهابط، فرق الإعلام الهابط، دون الحد الأدنى للعمل الإعلامي الناجح أو العمل المهني الذي يحترم الشروط والقيم المهنية، وهو ما يقترب إلى الوجه البارز للفساد الإعلامي، الذي يروج صورة مشوهة للمغرب وفنونه وأعلامه.
لاشك، أن الذين خططوا لهذه القناة بمركز تلفزيون الشرق الأوسط، إما لا علم لهم بما يختزنه المغرب من فنون وثقافة وكفاءات، أو لا يعلمون أن ما خططوه لها، هو ترويج للأفكار الهدامة عن طريق ما اختاروه من غناء ورقص وتمثيل وبرامج في مستوى يصل أحيانا إلى تحت الصفر.
وعندما يهبط الإعلام البصري إلى تحت الصفر، ويرمي المشاهدين ببضاعة فاسدة /ببرامج بديئة، تميع المشهد الإعلامي، وتسوق وجوها لا خبرة لها، لترويج وصلات وبرامج فنية وثقافية وإعلامية لا تحمل مواصفات ذات معايير مهنية هادفة، تخدم المتلقين وتحترمهم، يتحول الإعلام البصري في هذه الحالة إلى أداة للتدمير والتخريب.
إن مهمة الإعلام البصري في عالم اليوم، هي التثقيف والتعليم وتشكيل الرأي العام من خلال ما يقدمه من خدمات واسعة النطاق وعلى اكتر من صعيد.
لأجل ذلك نهمس لأصحاب هذه القناة، أصلحوا أدواتكم أو ارحلوا بسلام.
أفلا تنظرون...؟